تُعرف دولة الإمارات العربية المتحدة (الإمارات) بمدينة دبي الفخمة، حيث يمكن العثور على أطول مبنى في العالم، برج خليفة. وما قد لا تعرفه هو أن الإمارات قد أنشأت أيضًا أول جمل مستنسخ في العالم، إنجاز، الذي أنجب عجلًا أنثويًا في عام 2015، مما أثبت أن الحيوان المستنسخ يمكن أن يكون خصبًا ويتكاثر بشكل طبيعي! تستثمر الإمارات بشكل كبير في قطاع الصحة، لا سيما في الطب الجيني، لذا تابع القراءة لمعرفة المزيد.
سكان الإمارات العربية المتحدة
تقع الإمارات في غرب آسيا في أقصى نقطة جنوب شرقية من شبه الجزيرة العربية، حيث تحدها السعودية وعمان وإيران وقطر، وتعتبر أبوظبي هي العاصمة.
تتكون من سبع إمارات، وتم تأسيس اتحاد ست من هذه الإمارات (أبوظبي، دبي، الشارقة، عجمان، أم القيوين، والفجيرة) في 2 ديسمبر 1971. وانضمت السابعة، رأس الخيمة، في 10 فبراير 1972. وكانت الإمارات تعرف سابقًا بدول العهد.
الشكل 1 ¦ خريطة الإمارات
تشير الأدلة الأثرية إلى وجود الإنسان، والتجارة، والهجرة في الإمارات منذ 125,000 عام، حيث تم اكتشاف مواقع دفن من العصر الحجري الحديث والعصر البرونزي في المنطقة. كانت المنطقة سابقًا موطنًا لشعب مجان، الذين كانوا يتاجرون مع المدن الساحلية وعمال مناجم البرونز. في القرن السابع، بدأ الإسلام بالانتشار في المنطقة، وشهدت هذه الحقبة بروز المنطقة كمركز تجاري مهم. تم إحداث اضطراب في المنطقة مع وصول البرتغاليين في القرن الخامس عشر، مما أدى إلى تراجع التجارة وزيادة النزاعات الإقليمية.
في أواخر العصر الإسلامي، تطورت موانئ صغيرة للتجارة والزراعة في المنطقة، مما شكل حلقة وصل مهمة في الاحتكار العربي للتجارة بين الشرق وأوروبا. أدى وصول البريطانيين إلى المنطقة إلى سلسلة من المعاهدات مع الحكام العهد، والتي أدت في نهاية المطاف إلى تشكيل الإمارات في عام 1971. اليوم، تعتبر الإمارات اقتصادًا حديثًا ومتعددًا، حيث تعتبر دبي مدينة عالمية ومركزًا للسياحة والتجزئة والمالية.
المعلومات الجغرافية والديموغرافية
إحصاءات ملخصة
- المساحة: 71,020 كيلومتر مربع
- الناتج المحلي الإجمالي (GDP):
- الإجمالي: 415 مليار دولار
- نصيب الفرد: 44,315 دولار
إحصاءات السكان
- عدد السكان: 9,365,145 نسمة
- معدل المواليد: 11 لكل 1,000 شخص
- معدل الوفيات: 2 لكل 1,000 شخص
- معدل وفيات الرضع: 6 لكل 1,000 ولادة حية
- متوسط العمر المتوقع: 79 سنة
- الذكور تقدير 2020: 77 سنة
- الإناث تقدير 2020: 81 سنة
- العرقيات: الإماراتيون (11.6%)، جنوب آسيويون (59.4% – يشملون الهنود 38.2%، البنغاليين 9.5%، الباكستانيين 9.4%، الآخرين 2.3%)، المصريون (10.2%)، الفلبينيون (6.1%)، آخرون (12.8%) (المصدر: البنك الدولي)
نظام الرعاية الصحية
تمتلك الإمارات نظام رعاية صحية شامل يوفر تغطية شاملة لجميع مواطنيها. بالإضافة إلى ذلك، يتطلب التأمين الصحي الإلزامي للمواطنين من الدول الأخرى. في يونيو 2015، أطلقت حكومة الإمارات برنامج تأمين صحي جديد في دبي لدعم المواطنين الذين لا يشملهم أي برنامج تأمين صحي حكومي آخر، وقد استفاد من ذلك حوالي 130,000 شخص. أعلنت هيئة الصحة بدبي (DHA) في يونيو 2016 أن جميع سكان دبي يجب أن يكونوا مشمولين بالتأمين الصحي، الذي سيرتبط بتجديد وإصدار تأشيرات الإقامة في الإمارات.
تتمتع البلاد بسمعة قوية في توفير معايير عالية من الرعاية الصحية، وقد أدى ذلك إلى تصنيف البنك الدولي لدبي وأبوظبي كوجهتين رائدتين للسياحة الطبية في المنطقة على التوالي، بعد الأردن. يتكون نظام الرعاية الصحية في الإمارات من خدمات صحية ممولة من الحكومة وأخرى خاصة، والتي تعمل معًا لتقديم مستوى عالٍ من الرعاية للسكان. يتم تنظيم النظام الصحي على المستويين الفيدرالي والإماراتي. وزارة الصحة مسؤولة عن تنظيم القطاع الصحي العام، بينما تعتني سلطات الصحة الإماراتية بتقديم الخدمات على مستوى الدولة. مع وصول 100% من السكان إلى مياه نظيفة ومرافق للصرف الصحي، والرعاية قبل وبعد الولادة على قدم المساواة مع الدول المتقدمة، ليس من المستغرب أن يكون نظام الصحة في الإمارات مطلوبًا بشدة.
لتحسين نظام الرعاية الصحية، تركز السياسات العامة للإمارات على تطوير الأطر التنظيمية والقانونية بناءً على أفضل الممارسات، وإعادة هيكلة وترقية قدرات خدمات الصحة العامة والخاصة. كما وضعت الحكومة تركيزًا على زيادة الإنفاق على الرعاية الصحية. في عام 2018، بلغت نفقات الرعاية الصحية في الإمارات 13.7 مليار دولار (50.3 مليار درهم)، بما في ذلك النفقات من جميع الإمارات السبع والمساهمات في الميزانية الفيدرالية، ومن المتوقع أن يرتفع الإنفاق إلى 18.3 مليار دولار (67.2 مليار درهم) بحلول عام 2023.
أولويات الصحة
حققت الإمارات تقدمًا كبيرًا في القضاء على الأمراض المعدية مثل الملاريا والحصبة وشلل الأطفال. تم اعتماد البلاد خالية من شلل الأطفال في عام 2000 وأعلنت خالية من الملاريا في عام 2007. ومع ذلك، لا يزال السل موجودًا في الإمارات بمعدل منخفض، كما أن حدوث وانتشار فيروس نقص المناعة البشرية أيضًا منخفض جدًا. تدعم حملة الإمارات لشلل الأطفال المبادرة العالمية للقضاء على شلل الأطفال (GPEI) من الجمعية العامة لمنظمة الصحة العالمية. قدم صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان (الرئيس الثالث لدولة الإمارات وحاكم أبوظبي) تبرعًا شخصيًا قدره 30 مليون دولار لدعم الجهود العالمية للقضاء على شلل الأطفال. يدعم التبرع أنشطة المبادرة العالمية للقضاء على شلل الأطفال (GPEI) مثل التلقيح ومراقبة الأمراض.
أما الأمراض غير المعدية، فهي مسؤولة عن 67% من عبء الوفيات المقدّر في الإمارات. يعاني أكثر من 60% من السكان من زيادة الوزن، وقد تم تشخيص 20% من السكان بمرض السكري، كما كانت الأمراض القلبية الوعائية مسؤولة عن 38% من جميع الوفيات. أطلقت الإمارات العديد من المبادرات للحد من انتشار السكري في البلاد كجزء من الاستراتيجية الوطنية لوزارة الصحة ووقاية المجتمع لمكافحة السكري. واحدة من هذه المبادرات هي برنامج الفحص السكري والتعليم المهني للرعاية الصحية، الذي يهدف إلى توفير رعاية طبية أفضل للمرضى المصابين بالسكري. تشمل الأهداف الرئيسية للبرنامج فحص 10,000 فرد عالي المخاطر وتدريب 90 ممرضًا بناءً على منهج معهد السكري الخاص بجونسون آند جونسون (JJDI)؛ كما سيشارك 25 طبيبًا أيضًا في برنامج JJDI المعترف به عالميًا. تهدف مبادرة الفحص والتعليم السكري إلى معالجة مجالات حيوية في إدارة السكري، مثل الحفاظ على نمط حياة صحي للوقاية من السكري، وزيادة معدل التشخيص والكشف المبكر، وتحسين الرعاية من خلال برامج إدارة الذات.
في الإمارات، يتم الإبلاغ عن حوالي 4,500 حالة جديدة من السرطان سنويًا. في عام 2012، كان السرطان ثالث سبب رئيسي للوفاة في أبوظبي. تشمل أكثر خمسة أنواع من السرطان شيوعًا لدى الذكور: اللوكيميا، وسرطان القولون والمستقيم، وسرطان البروستاتا، وسرطان الغدد اللمفاوية غير هودجكين، وسرطان الدماغ. أما لدى الإناث، فإن أكثر خمسة أنواع من السرطان هي: سرطان الثدي، اللوكيميا، سرطان القولون والمستقيم، سرطان الغدة الدرقية، وسرطان الرحم. لمواجهة ذلك، تشجع وزارة الصحة ووقاية المجتمع (MoHaP) جميع النساء في الإمارات على إجراء فحوصات مجانية للكشف المبكر عن سرطان الثدي. لتعزيز ذلك، تم نشر عيادات متنقلة مزودة بتقنية تصوير الثدي بالأشعة في عدة مراكز تسوق في دبي والإمارات الشمالية في عام 2017. كانت الحملة تهدف إلى زيادة الوعي العام حول أهمية الكشف المبكر عن سرطان الثدي، والتشخيص، والعلاج، وإعادة التأهيل.
قدرات الطب الجيني
تعتبر الاضطرابات الجينية من القضايا الصحية المهمة في الإمارات. وفقًا لتقرير إخباري من عام 2012، يعاني 75 من كل 1000 مولود في الإمارات من عيب خلقي، وغالبًا ما يكون من أصل جيني. وقد نسب العلماء والباحثون هذه المعدلات العالية من الاضطرابات الجينية إلى الانتشار العالي للزواج من الأقارب في الإمارات. يُقدر تقرير إخباري عام 2019 أن ما يصل إلى 56% من زواج المواطنين في الإمارات هو من الأقارب. علاوة على ذلك، أظهر تقرير إخباري عن حالة أمراض العيون الجينية أن نسبة المصابين بالعمى أو فقدان البصر بسبب العوامل الوراثية تبلغ 33.5% من جميع حالات العمى. يؤكد هذا على أهمية الطب الجيني كعامل وقائي رئيسي في دولة الإمارات.
للتخفيف من هذه المعدلات المرتفعة من الاضطرابات الجينية، أطلقت الإمارات العديد من المبادرات والبرامج منذ عام 2010 لتعزيز الوعي والتثقيف في مجال الطب الجيني. أطلقت “المبادرة الجينية” الوطنية في عام 2018، وهي عبارة عن برنامج يوفر اختبارًا جينيًا شاملًا لجميع المواطنين في الإمارات، ويهدف إلى تحسين التشخيص والعلاج. يوفر البرنامج لمواطنينا فرصة لتحديد المخاطر الجينية والحصول على مشورة وراثية في عياداتها المتخصصة.
تتعاون الإمارات أيضًا مع المؤسسات البحثية الدولية في مجال الطب الجيني، مما أدى إلى إنشاء مختبرات جينية متطورة وفرق بحثية جديدة. يشمل ذلك التعاون مع شركات عالمية في أبحاث الطب الجيني، مثل ميدجين، التي تعمل على تطوير تطبيقات جديدة لدعم الطب الجيني. في عام 2019، تعاونت الإمارات مع شركة “بوجين” الأمريكية لإجراء أبحاث في مجالات مثل العلوم الجينية، والتكنولوجيا، والاختبارات الوراثية، مما يساهم في تحسين الصحة العامة في الدولة.