تأسست دولة الإمارات العربية المتحدة في عام 1971، وهي واحدة من أحدث الدول في العالم، وكل ما حولك هناك تقريبًا حديث. كما تُعد الإمارات واحدة من أغنى الدول وأكثرها حيادية وشمولًا في العالم، حيث تسعى لجذب أفضل المواهب والشركات التكنولوجية في مجالات التطوير البشري مثل الذكاء الاصطناعي، الصحة الرقمية، والطاقة المستدامة. اليوم، تُعد الإمارات بوتقة تنصهر فيها الشعوب من مختلف أنحاء العالم.
في عام 2013، كان عدد سكان الإمارات حوالي 9.2 مليون نسمة، من بينهم 1.4 مليون مواطن إماراتي فقط. وبالنظر إلى قلة عدد السكان المحليين وأهمية العائلات في النظام الانتخابي الملكي، أدخلت الدولة اختبارًا جينيًا إلزاميًا قبل الزواج للحد من انتشار الأمراض الجينية. تقود هذا البرنامج الدكتورة مريم مطر، التي التقيتها خلال أسبوع الصحة العربي في فبراير 2022. قدمت د. مطر عرضًا عن إنجازات جمعية الإمارات للأمراض الجينية وتأثير الأمراض النادرة. كما تناولت المبادرات الحكومية للحد من الأمراض الجينية مثل فحص ما قبل الزواج.
بعدها تحوّلت إلى الحديث عن موضوع آخر في الطب الحيوي وهو طول العمر البشري. بدأت بتعريف مؤشرات الشيخوخة وقدمت أبحاث ديفيد سنكلير ونير بارزيلاي، ثم عرضت أبحاثها الخاصة حول دور النظافة أثناء النوم والميكروبيوم. منذ أن أسست أكبر برنامج تطوعي في مجال طب طول العمر، كنت أظن أنني أعرف جميع الرواد في هذا المجال. ولكن ما عرضته د. مطر كان يوضح أن أبحاث مجموعتها تُنشر بشكل رئيسي في دوريات متخصصة بالمنطقة العربية وتساهم في بناء النظام البيئي المحلي في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
في اليوم التالي، ألقت د. مطر كلمة في حفل افتتاح أول مركز لأبحاث الذكاء الاصطناعي والحوسبة الكمومية في أبوظبي. ركزت مرة أخرى على مؤشرات الشيخوخة والنظافة أثناء النوم والميكروبيوم، وأدوات إعادة البرمجة الجينية المتاحة للمجتمع. كما شرحت بشكل مبسط مستقبل طب طول العمر وأهميته. بعد الحدث، جلست معها لمناقشة المزيد من الأسئلة.
الدكتورة مريم محمد فاطمة مطر هي طبيبة وباحثة إماراتية في علم الوراثة، وتقدم برنامجًا تلفزيونيًا بعنوان “مع الدكتورة مريم” على القناة الوطنية للإمارات. حصلت على درجة الدكتوراه في الطب من دبي، وتابعت دراساتها حتى نالت درجة الدكتوراه. قادت استراتيجية تطوير المجتمع في دبي بين 2006 و2016، وأصبحت أول إماراتية تشغل منصب وكيل وزارة الصحة العامة والرعاية الصحية الأولية في عام 2008، ثم تمت ترقيتها كأول امرأة تشغل منصب مدير عام في حكومة دبي في هيئة تنمية المجتمع.
أسست د. مطر جمعية الإمارات للأمراض الجينية في عام 2004، كما أسست مركز الشيخ زايد للأبحاث الجينية. على مدار العقدين الماضيين، أسست أكثر من 14 جمعية غير ربحية في مجالات التوعية الصحية، وأطلقت العديد من المبادرات المتعلقة بقيادة المرأة والفتيات في مجالات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات في الإمارات. في عام 2019، حصلت على جائزة “المرأة العربية الرائدة في الابتكار الصحي” في الكويت، وتم تصنيفها من بين أكثر 20 عالمة عربية تأثيرًا في العالم من قبل المجتمع العلمي البريطاني.
الدكتورة مريم مطر: رحلة البحث عن إطالة العمر الصحي
خلال قمة الحكومات العالمية في دبي، تحدثتُ مع د. مطر حول مبادرات طول العمر في الإمارات ودورها في هذا المجتمع المتنامي.
قالت د. مطر: “أريد أن أوضح من البداية أن من منظور إسلامي، لا يمكن لأحد أن يساعد في إطالة عمر أي شخص. ولكن ما يمكننا فعله هو تحسين جودة حياة الناس وإطالة فترة الصحة في حياتهم”.
ثم استعرضت التزام الحكومة الإماراتية بتحسين الصحة العامة، مشيرة إلى أن متوسط العمر المتوقع للمواطنين الإماراتيين قفز من 60 عامًا في السبعينات إلى 78.9 عامًا في عام 2022.